الأربعاء 18 ديسمبر 2024

روايه رائعه للكاتبه الاء إسماعيل البشري

انت في الصفحة 28 من 71 صفحات

موقع أيام نيوز


راچع متغير يا ولدي ... مع كل المصاېب اللي عتمر بيها عيونك ڤاضحاك و عتڨول انك عاشڨ بس انت بتكابر ....ربنا يهدي سرك و ينصرك و يحميك.
كان يهم بالذهاب لكنه احس بحاجة ملحة في رؤيتها لآخر مرة فهو لا يعلم متى سيعود و إن كان سيعود اصلا ...لم يكن يقوى على وداعها لكنه لم يستطع ان يغادر دون ان يخبرها عما يختلج في صدره ...فعاد الى غرفته

ايه يا ولدي ... نسيت حاجة ولا ايه 
ياسين بتردد يحاول اخفائه
ايوة يمة نسيت اوراڨ ...يمكن نحتاچها و لا حاچة
طيب يا ولدي دير بالك زين
تركته والدته و انصرفت الى غرفتها ...تأكد من ذهابها ثم اخذ الكيس الموضوع فوق سريره و خرج
طرق باب غرفتها و انتظر قليلا ثم فتح الباب 
فوجدها نائمة كالاطفال و شعرها الغجري منسدل بعشوائية على وجهها الملائكي ..جلس على جانب السرير بخفة حتى لا تستيقظ
مضطر ڠصب عني اني اختفي مدة بس مخلي ڨلبي هني .. يا ريتنا كنا اتڨابلنا في ظروف تانية ...عتوحشيني ڨوي
وضع الكيس بجانبها و كاد يهم بالانصراف حين شعر بحركة منها و بيدها تمسك يده
ارتعدت اوصاله من لمستها و لكنه حاول الا يتوتر
انتي صحيتي مكنتش عاوز اصحيكي انا بس چايبلك حاچة و چاي اقولك اشوف وشك بخير 
اعتدلت في جلستها و هي توميء بتعجب و تسحبه ليجلس بجانبها ثانية .
جلس بعد تردد و سحب الكيس و اخرج ما فيه لوحة سحرية و اقلاما خاصة بها و هاتف نقال 
بصي انا چبتلك ايه دي لوحة تڨدري تكتبي لشيماء اي حاچة انتي عاوزة تڨوليها هتكون احسن من الدفتر ...و ده تلفون عشان نفضل على تواصل
امسكه و اشار الى رقمه ده رقمي و فاتح واتس نتكلم عليه و اعرف اخباركم منه ...
امسكت اللوحة بزعل طفولي 
طب ليه كل ده ما تفضل معانا انت 
ياسين بضيق 
ڠصب عني و الله ...انا مسافر و مش عارف راجع مېتي...
رغم المرارة و الألم الذان يشعر بهما حاول تلطيف الجو و التخفيف من حدة لحظة الوداع التي كان يتهرب منها فأردف مازحا
و بعدين انتي معاكي امك و اختك مش لوحدك يعني !
كتبت جملة و الحزن يغمر عينيها و ادارت له اللوحة و الدمع يترقرق في عينيها الملونتين 
بس انا مش بحس بالأمان غير معاك !
اول ما قرأ تلك العبارة احس بقشعريرة تسري مع كافة جسده .. كانت تتملكه رغبة عارمة في هذه اللحظة بإحتضانها بشدة لكنه منع نفسه جاهدا كي لا يفعلها 
فجأة وجدها هي اسرع .. اندست بين ضلوعه و راحت تبكي
اڼهارت حصون ياسين و خفق قلبه بشدة .... لم يعد يستطيع المقاومة اكثر فاخذها بين احضانه بكل ما اوتي من قوة و تمنى الا يفلتها أبدا و الا تنتهي هذه اللحظة ..لدرجة أنه لم يستطع منع دموعه ايضا ... 
انفطر قلبه لبكائها فاخرجها و هي مڼهارة من البكاء و مسح على وجهها بحنان يزيح بعض الخصلات التي بللتها دموعها 
ياسين بحب بس يا ڨلب ياسين .. انا اڨدر استحمل اي حاچة في الدنيا الا دموعك دي ...عشان خاطري بلاش بكا
عادت الى مكانها و هي مڼهارة ثم وضعت اللوحة امامها و هي تكتب بيد و تمسح دموعها باليد الاخرى 
توعدني انك هترجع قريب 
ياسين بلهفة مش هقدر ابعد عنكم اصلا ... أوعدك اني هاعمل المستحيل عشان ارجع تاني ..يالا نامي عشان ترتاحي .
تركها و غادر تلك الغرفة و قلبه يكاد يخرج من مكانه ...خانته الخطوات و تثاقلت رجلاه ترفض المغادرة لكنه تحامل على نفسه و خرج من المنزل كالمخدر من حضنها و سحر لمستها
غادر ياسين تلك الغرفة و قلبه يكاد يخرج من مكانه ...خانته الخطوات و تثاقلت رجلاه ترفض المغادرة لكنه تحامل على نفسه و خرج من المنزل كالمخدر من حضنها و سحر لمستها
في فيلا الدكتورة ابتسام والدة مروة 
كانت مروة في المطبخ تحضر شيئا تأكله و فجأة شعرت بيدين ټحتضنها من خصرها و انفاس ساخنة تلقح رقبتها
اتلفتت و هي تشهق بشدة 
مروة بعصبية اخصة عليك قلتلك مية مرة ما تخضنيش كدة !! 
اعمل ايه !! وحشتيني اوووي
ابتعدت عنه و هي تنظر خلفه في كل الاتجاهات بتوجس 
مش اتفقنا بلاش الحركات دي هنا افرض الشغالة شافتنا !
احاطها بيديه بتملك و هو يشم شعرها برغبة ما تخافيش يا قمري ...انا شفتها و هي طالعة من الفيلا ...يالا بقى عشان عايز اقولك كلمة سر 
مروة بدلال طب روح انت دلوقت و انا هاضبط نفسي و جايالك .
اجابها بغمزة ما تتأخريش عليا محضر لك سهرة قمر و جايب لنا صنف جديد هيعجبك اوي 
مروة بمياعة ما اقدرش أتأخر عنك اصلا يا دودي
بعد اسبوعين تقريبا 
في احد اقسام المباحث بالقاهرة 
الضابط يعني ايه مختفي كل ده! هو كان حباية لب مثلا 
يا افندم احنا مراقبين كل الخطوط اللي ممكن يكون لهم اتصال معاه مفيش اي اتصال ورد او صدر من عنده و شريحته مش في الخدمة ده غير انه مش بيسحب فلوس من حسابه
الضابط طب مفيش اخبار من قسم اسوان 
مفيش يا حضرة الضابط.. محدش شافه هناك كمان ...البيت اتفتش بالكامل و متراقب من ساعة ما صدر الامر بالقبض عليه .. اهله عايشين لوحدهم محدش بيطلع او بينزل من عندهم غير ابن عمه اللي بيشوف طلبات البيت . و اهو متراقب هو كمان من اسبوع بس كله نظيف مفيش اي دليل تواصل بينه و بين ابن عمه
الضابط طلعت حويط يا ابن الجنية .. بس مسيرك هتقع في ايدينا يا استاذ ياسين .
عند مروان 
مروان معقولة بقالكم اكثر من اسبوع مش عارفين لها أثر !! 
معتز يا مروان بيه ما انا بقولك على كل حركة...صدقني قلبنا اسكندرية شبر شبر ما سيبناش حجر ما دورناش وراه ...بس محدش شافها او يعرفها 
مروان و انا كمان رجالتي مخلوش حتة في اسكندرية

ما سألوش فيها و برضو مفيش اي تقدم ...و ده ملوش غير تفسير واحد يا معتز
معتز ايه هو يا مروان بيه 
مروان بغيظ أكيد ده فخ من مصطفى عشان يلهينا .
معتز لا يا بيه انا متأ.....
مروان پغضب انت تخرس خاااالص مش عايز اسمع صوتك و اوعة تتصل بيا تاني قبل ما اطلبك فاااهم !!
قفل السكة ف وشه جاتك القرف واحد غبي ...الحق عليا اللي مشغل واحد بهيم زيك ! تذكر مصطفى فغلى الډم في عروقه بقى بتلعب معاي يا حضرة الضابط ! اما وريتك اللعب الحقيقي مابقاش انا مروان .
عند روز 
طيلة الفترة السابقة تحاول أن تندمج وسط الجو الاسري الذي وجدته عند ام ياسين و اخته .. كانت سعدية تعتبرها ابنتها حقا و تغمرها بحب و حنان الام الحقيقي الذي طالما حرمت منه ...تعلمت اعمال المنزل و الطبخ و الخبز من أم ياسين لكنها لا تسمح لها بالعمل بسبب ظروفها الصحية بل تجلس و تشاهدها بتركيز شديد ..تحاول شيماء التملص من أسئلتها قدر الإمكان ففي اجاباتهم الكثير من التناقضات لذا كانت تتحاشاها دوما
باقي الاوقات
 

27  28  29 

انت في الصفحة 28 من 71 صفحات