الإثنين 25 نوفمبر 2024

الأعمى

انت في الصفحة 35 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


لجل عيونك انتي بس هخسر كل حاجه المهم تفضلي معايه و بس يا عشق قلبي و وجعه
و صغيرته شعرت به و قررت ان ترحمه انت بالم طفيف و هي تحاول فتح جفونها
انتفض بقلبا وجل و هو يحاول ضمھا بهدوء ثم قال قومي يا دهبي افتحي عينك عشان جوادك يرجع يشوف بيها
همست اسمه بوهن ضمھا اكثر و قال يا قلب جواد و حياته الي ملهاش لازمه من غيرك اتكلمي يا حبيبي سمعيني صوتك عشان روحي تترد فيا

امسكت ثيابه بضعف و قالت ايه الي حصل انا فين
رفعها بتمهل ووضعها داخل احضانه ثم قال احنا فالمستشفي حبيبي عشان تعبتي شويه
ردت عليه بصوت ضعيف انا اخر حاجه فكراها لما شربت المانجا و بعدها بطني وجعتني جامد و انت كلمتني مش فاكره حاجه تاني انتفضت بوهن و قالت بزعر حبيبه حبيبه كانت بټعيط و خاېفه
ربت علي ظهرها بحنو و قال اهدي حبيبي هي كويسه مټخافيش و انتي اغمي عليكي و انا جيتلك علي طول تنهد بهم و اكمل كنت قاعد بشتغل مع فارس فجأه قلبي وجعني عرفت وقتها ان فيكي حاجه عشان كده اتصلت اطمن قلبي عمره ما كدب عليا من ناحيتك يا دهبي كوب وجهها و قال بجديه عايز اطلب منك حاجه بس ارجوكي تفهميني و متزعليش و تساعديني
نظرت له باهتمام و قالت حاضر مش هزعل بس انا مش بعرف اساعد حد
و قال لا هتعرفي انا واثق فيكي حبيبي
دهب طب قول
خرج لهم بعدما اراحها فوق الفراش و قال بجديه فارس هاتلي كام واحد من رجالتنا ووقفهم علي باب المركز تحت و هنا و اتصل بمصطفي يجيلي حالا
محمد بحزن في ايه يابني ليه كل ده و دهب فاقت و لا لسه انت رافض اي حد يدخلها و قاعدين مش فاهمين حاجه
جواد بهدوء لسه مفاقتش انا قولت للدكتوره تحقنها بمهدأ عشان تفضل نايمه اطول فتره ممكنه مش هتحمل تفوق و تتوجع
عبيد مش مهم يابني المهم انها بخير
جواد بخير يا بابا الحمد لله اتفضل حضرتك خد الجماعه و ارجعو البيت القاعده ملهاش لازمه
توحيده بمسكنه انا
مش هقدر اسيب بنتي انا هفضل معاها
جواد بحسم محدش هيفضل معاها غيري و هي كده كده نايمه يعني وجودك زي عدمه
ايمان طب يابني الي يريحك انا هرجع مع ابوك و كمان شويه هجيلك تاني اجبلك هدوم ليها و اكل كمان
ذهب اربعتهم و ظل اخيه منتظرا وصول مصطفي الذي اتي لهم بعد فتره قصيره
تحدث جواد بجديه و قد اتخذ قراره الذي لن يثنيه احدا عنه
قال بحسم فارس انت هتفضل هنا متتحركش مهما حصل و الرجاله هتفضل معاك و انا هسافر انا و مصطفي حالا القاهره
فارس بعصبيه انت اټجننت يا جواد انت كده هتهد كل الي عملته
رد عليه بتصميم ريح نفسك انا مش هرجع عن الي فدماغي وجه حديثه لمصطفي قائلا جاي معايه و لا ااااايه
مصطفي معاك طبعا
وقفت سياره مصطفي التي كان يقودها و بجواره جوادنا الجامح امام احدي البنايات الشاهقه القابعه داخل احدي ارقي احياء مدينه القاهره
هبطا منها سويا و بعد احكام اغلاقها بالقفل الالكتروني دلفا سويا ثم صعدا بواسطه المصعد الكهربائي الي الطابق العاشر و الذي لا يوجد به غير بابا واحد فتحه مصطفي و افسح له المجال
و بمجرد ان دخلو اثنتيهم تحول هذا الجواد الي اسدا غاضب تحرك تجاه غرفه نومه الخاصه و فتح خزانه الثياب اخرج منها حله سوداء انيقه يصاحبها قميصا من نفس اللون و بدأ تبديل ما يرتديه بها
مصطفي بتردد انا مش هقدر اعارضك فالي ناوي عليه انما حبيت افكرك انك متراقب
جواد عارف و عامل حسابي متخافش مش بسيب حاجه ابداااا للصدفه و فقط انهي ما يفعله و سحب مفتاح سياره اخري غير التي اتو بها ثم اتجه الي المطبخ و منه خرج من بابا خلفي يؤدي الي الجهه الاخري للبنايه
ضغط علي زرا في يده فاصدرت السياره صوتا دليل علي فتحها
اتجه ناحيه باب السائق و فتحه بعصبيه ثم صعد خلف المقود و اغلقه خلفه باحكام
اغمض عينه لبعض ثواني ثم قام بالنظر للمراه الاماميه مد يده داخل عينه ليخلع عنها تلك العدسه الشفافه في شكلها و لكن مهمتها ان تحجب الرؤيا عنه ليصبح حقا اعمي
وضعها داخل جرابها الخاص ثم ادار محرك السياره و انطلق سريعا الي وجهته
بعد ان صمم جواد ان يذهب الجميع لم يجد محمد له رغبه في العوده الي المنزل مع تلك الحقيره اقترح عليه عبيد ان ياتي للجلوس معه علي ان يعودو ليلا للاطمأنان عليها
انتهزت هي الفرصه و عادت وحدها و بمجرد ان اغلقت الباب اتصلت بشبيهتها و حينما جائها الرد قالت بغل كل حاااااجه باظت ابن الكلب خربلي كل الي خطت ليه
فاطمه بزعر ازااااي اوعي يكون كشفنا
توحيده باستهزاء انتي هبله يا بت و هو لو كان كشفنا كان زماني بكلمك
فاطمه فهميني طيب ايه الي حصل
توحيده انا جيت زي ما اتفقت معاكي علي اساس اسال عليها صدفه يعني و كنت متفقه مع فخري ان هوديهالو عشان يشيل الرحم طبعا معرفش ان هلاقي الزفت جواد اخدها عند الدكتوره يسرا ياختي و لما صممت و عملت الشويتين بتوعي عشان فخري ياخودها عنده مسك فيا و بهدلني
فاطمه بغل انا معرفش ايه الي رجعه احنا كان ترتيبنا كله انه يكون في الشغل و انتي تاخديها لفخري و علي ما يوصله الخبر و يحصلك عالمستشفي يكون الدكتور شال الرحم و خلصنا
توحيده ده الي هيجنني اااايه الي رجعه دي حتي معهاش تليفون عشان تتصل بيه يلحقها 
فاطمه طب و بعدين
ده الشيخ كان مرتب حاله علي الرحم بتاعها مش هو قال لعباس كده كل حاجه باظت
توحيده لا لسه الموضوع في ايدينا هو قال قبل ما يهل عليها هلال الشهر العربي الجديد يعني قدامنا حوالي اسبوعين نقدر نعمل فيهم الي عايزينه
فاطمه پخوف انا مش هقدر احطلها حاجه تاني يا خالتي كده هروح في داهيه
توحيده اطمني ربنا ستر و الدكتوره الهبله افتكرته حمل و عالعموم لو معرفتيش انتي انا هبقي اخلي محمد يعزمهم عندي في يوم و احطلها انا الدوا ووقتها محدش هيلحقها
فاطمه بفضول انتي ليه يا خالتي پتكرهي دهب كده دي بنتك الي محلتكيش غيرها
توحيده بغل تغوووور هي و ابوها يا نن عين خالتك انا ابويا و اهلي و عيالي القرش و بس
اوقف سيارته المعتمه امام بوابه مبني جهاز المخابرات الحربيه و بمجرد ان رأه مسؤول الامن فتحها له علي الفور و هو يؤدي له التحيه العسكريه 
صعد الي الطابق الثالث و مشي في طرقاته وهو يدق الارض بقدميه و لم يلقي بالا لكل من يؤدي له التحيه العسكريه و يقفون له احتراما و لما لا و هو الرائد جواد التهامي من اكفأ ظباط المخابرات الحربيه و اكثرهم شراسه و عڼفا تجنبه الجميع وهو يسير بينهم في هيئه غاضبه فبرغم وسامته التي ظهرت بوضوح مع ارتداءه تلك الحله السوداء الفاخره مع طوله الفارع و جسده العريض ناهيك عن عيونه السماويه التي اصبحت ملبده بالغيوم فكان مظهره حقا مرعب
دون ان يلقي بالا ان ذاك الذي سيقتحم مكتبه الان هو رئيس الجهاز امسك المقبض و اداره بهمجيه ثم دلف للداخل و اغلق الباب ورائه بقوه ثم قال لذلك الذي انتفض خلف مكتبه تعالي يا جوااااد البلد محتجاك ماااااشي ابني الي مشفتوش و مراتي يتقتلو ماااااشي اتعمي و كنت ھموت ماااااشي كمل عشان بلدك ماااااشي عيش اعمي بجد عشان تكشفهم ماااااشي صړخ پقهر وهو يضع يده علي خافقه المټألم ثم اكمل انما قلبي لاااااا سااااامع دي بالذاااات لااااا يا باشاااا سااااامع قولتلي متخافش قولتلي هنحميها قولتلي كل حاجه عارفينها صححححح تقدر تقولي ازاي ماده محرمه دوليا وصلت لايد ال دي فين حرس الحدود هاااااا كنت هخسرها في لحظه لولا اني حسيت بيها انا مش هكمل تماااااااام
تركه يخرج غضبه الذي له كل الحق فيه و لكن عند تلك النقطه التي لن يسمح له بفعلتها وقف منتصبا كقائد اعلي فالجيش و صړخ به ثاااااابت يا حضره الظااااابط
فرد جسده سريعا ثم رفع يده بجانب راسه و قال بغل تمااام يا فندم
هكذا اعاد له رشده و لو قليلا اتجه اليه و وقف قبالته ثم ربت فوق كتفه و قال حقك تزعل بس مش من حقك ابداااا تنسي انك ظابط فالجيش و ان احترامك للقائد بتاعك ده واجب عليك و بعدين يا حضرت الظابط احنا كلنا عارفين ان روحنا علي كفنا في اي لحظه ممكن ڼموت فدي تراب البلد كام مره اتمنيت تستشهد و انت بتحارب الارهاب ايام ما كنت قائد كتيبه صاعقه حتي لما اخترناك تبقي واحد من ظباط المخابرات لكفائتك كنت بردو بتختار المهمات الصعبه عشان بس تنول الشهاده جاي دلوقت تقولي مش مكمل مش جواد التهامي ابداااا الي يهرب من واجبه تجاه بلده
مهما كان التمن
رد عليه بانهزام عاشق انا روحي فدي بلدي بس هي لااااا مش هكلمك علي اساس القائد بتاعي لا هكلمك علي انك
كنت في يوم و مازلت ابويا التاني الي كمل تربيتي ووصلني للي انا فيه قلب ابنك اتوجع قد ايه علي يدك و انا شايف الي بيجرالها و مش قادر اقرب كام مره جاتلي حمي لما كنت بحس ان فيها حاجه و الدكاتره يقولو سبب نفسي مفيش حاجه عضويه و محدش كان بيصدقني غير لما تجيلك الاخبار و تعرف انها مكانتش بخير انت نفسك كنت بتستغرب ازاي ممكن حد يحس بحد كده انا اموت فدي بلدي بس هعيش ازاي من غيرها طب هتحمل ۏجعها ازااااي عارف لو كان الرحم اتشال كانت هتدمر اكتر ماهي مدمره انا مكنش هيفرق معايه اقسم بالله بس هي مكنتش هتتحمل ۏجعها بېحرق قلبي ليه مش عايز تفهم عارف انا اتصبت كتير حتي الحاډثه و ۏجعها كل ده ميجيش واحد عالمليون من الۏجع الي بحسه لو دمعه نزلت منها انا بعشقها يا ريس افهم ده
كاد القائد ان يبكي بعدما سمع هذا الحديث الذي خرج من اعماق قلبه المټألم علي صغيرته و التي عانت كثيرا و هو عاش سنواته المنصرمه يتالم في صمت لۏجعها و يصبر حاله ان الايام ستمر و ستكون معه و له و حينها سبعوضها عما عانته
ربت علي يده التي وضعها فوق خافقه مع اخر كلمه تفوه بها و قال و حيات ابني
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 36 صفحات