يحكى أن تاجرا غنيّاً إسمه زين كان قد تزوج عدة
الرجل ثيابه وحمل زاده ورافقته زينب حتى بوابة القصر لتودعه وقبل أن يخرج ناولها حلقة فيها مفاتيح كثيرة وقال لها هذه مفاتيح القصر وهناك عشرون غرفة وبعضها لم يفتح منذ سنوات طويلة يمكنك أن تتفرجي على ما فيها من تحف ونفائس وتتسلين في غيابي
وأطلب منك أن لا تخرجي وحدك فالناس هنا شديدة الفضول ويتساءلون دائما عما يوجد وراء هذه الجدران الشاهقة . ثم تركها وخرج وبين يديها مفاتيح الغرف كلها بعد مضي ساعات أحست بالملل وأخذت تطوف في أرجاء القصر تتفرج على غرفه واحدة واحدة واندهشت لما تحويه كل غرفة من أثاث
تحويه الغرفة الأخرى وفي الأروقة
كانت هناك لوحات فيها أجداد زين معلقة على الحيطان وعرفت
أنه من عائلة عريقة
لكن شيئا لفت انتباهها فلا أحد منهم يظهر مع زوجته وتساءلت إن كان من الصدفة أن كل الخدم في هذا القصر من عجائز ولا يوجد أي فتاة شابة سواها ولم تهتم زينب بذلك فلم يكن في الأمر أي غرابة ومن حق كل واحد أن يفعل ما يحلو له . لما أتمت جولتها على كل الغرف
فتعجبت واشتد بها الفضول لتنزل وترى من هناك
فوضعت قطتها الرمادية في حضنها وكانت تنام دائما في فراش زين ثم تسللت في الظلام ولما إقتربت من الكوخ أخذت القطة تموء بصوت مزعج ثم قفزت على الأرض وقوست ظهرها كأن هناك شيئا أخافها أما زينب
فرجعت إلى القصر وجرت القطة خلفها .
ما أن دخلت زينب غرفتها حتى تنفست الصعداء ووكذلك القطة تمددت في الفراش وقد عاد لها هدوئها وبعد قليل أطلت الفتاة على الكوخ فلم تجد سوى الظلام يلف الحديقة وقالت هناك إمرأة حبيسة في الكوخ ويجب أن أعرف من هي ولماذا حرم علي زين الإقتراب منها
وقالت في نفسها ترى هل علمت شيئا ولذلك دشوا لها السم
تعودت على قسۏة الحياة وتعرف كيف تحمي نفسها . وبعد
تفكير طويل قررت أن تخرج وتتلطف مع الجيران لعلهم
يخبرونها بشيئ
وذات صباح إستيقظت وقد إستبد بها القلق وطار النوم من عينيها فغطت رأسها بشال وغافلت الخدم وخرجت دون أن
يراها أحد .
وفي الطريق وجدت شيخا يركب حمارا فسلمت عليه وسألته إن كان من سكان هذا الحي فتفرس فيها بعينيه الضيقتين ثم قال