يقول أحد الأخوة زارني مرةً في بيتي شيخ كبير جداً في السِنّ
يقول أحد الأخوة زارني مرةً في بيتي شيخ كبير جداً في السِنّ
عمره حوالي(101)سنة سألته يا عم ما أعجبُ مامرَّ بك في عمرك المديد
قال ياولدي رأيت في حياتي أحداث عجيبة فاحفظ عني وخذ العبرة لك ولمن وراءك !! كنا في الزمن الغابر نقتات في بعض مواسم السنة على ما نقوم بصيده وقد خرجت ذات موسم أصطاد، ومرَّت بضعة أيامٍ وأنا أتربَّصُ للصيد دون جدوى حتى بدأ اليأس يدبُّ إلى نفسي من الرزق في تلك الغدوة، وبينما أنا كذلك أراني الله عجباً !!رأيت ثعبانًا يراقب شيئًا ما ويتحرك نحوه ببطء فتبعته حتى رأيت أمامه جربوعاً يأكل من خشاش الأرض وسرعان ما صار بين فكيِّ الثعبان وبدأ بابتلاعه ، وأنا في مكاني أتابع المشهد وأرى الجربوع يتنقل في جوف الثعبان ببطء من حلقه إلى وسطه !!وعندما وصل إلى نحو نصف جسم الثعبان تحرَّكت نحوه وأنا لاأدري لمَ تحركت خرجت بندقيتي وصوبت فوهتَها نحو رأس الثعبان وأطلقت رصاصةً عاجلةً خرقته وتركته يتلوى قليلاً ثم ماټ
أقبلت عليه وأخرجت حربتي طعنت في الموضع المنتفخ من جلده شققته فخرج الجربوع وفيه رمَقٌ لم يمُت بعد !ركزت حربتي في الأرض وجلست غير بعيدٍ منه وأنا أتأمل فيما صنعت ولا أدري ما الذي دفعني لفعل ذلك !رأيت الحياة تعود إليه بدأ يمشي يحاول الركض لكنه يترنَّح يمنةً ويسرةً بدأ يُسرع ركضته مستقيمة !!يا الله لقد نجا ،
لم أكد أُنهي خاطرتي إلاّ وصقر كبير ينقضُّ من عُلوٍّ كالبرق فينشبُ مخلبه في جسد الجربوع ليطير به بعيداً ويختفي عن مدى بصري ويتركني في ذهولٍ من مشهدٍ سريعٍ خاطفٍ مرَّ كلمح البصر!شعرت حينئذٍ بأنَّ رسالةً ما قد بلغتني عن ربي مفادُها(ماأصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك )
الحكمــــه إنَّ الله هو من يُعطي ويمنع لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع أعلم يقيناً أن الأرزاق بيد الله قد وافى الثعبان أجلُهُ في لحظةٍ ظفر فيها برزقٍ وافرٍ كان يظنُّ أنَّه سوف يستمتعُ به، وإذا به رزقُ غيره سيخرجُه الله له من داخل جوفه وهو لا يعلم !!وأما الجربوع فقد أُكِل مرَّتين، وكانت المرة الثانية في اللحظة التي ظنَّ فيها أنه نجى بالفعل، ولم يعلم أن مستقرَّهُ سوف يكون في بطنٍ آخر بعد أن يُقطَّعَ إرَباً وأما أمرُ الطائر فهو الأعجبُ عندي فقد أخرج الله له رزقه من أغرب مكان من بطن الثعبان وسخَّر له المخلوق الأرقى في الأرض ليقوم بتلك المهمة ويُقرِّب إليه رزقه !!